فقال سعد بن أبي وقاص: يا عبد الرحمان افرغ قبل أن يفتتن الناس [فقال عبد الرحمان: إني قد نظرت وشاورت] فلا تجعلن أيها الرهط على أنفسكم سبيلا - ودعا عليا - فقال: عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخليفتين من بعده؟ قال: أعمل بمبلغ علمي وطاقتي، ثم دعا عثمان فقال: عليك عهد الله وميثاقه لتعلمن بكتاب الله وسنة نبيه، وسيرة الخليفتين من بعده؟ فقال: نعم، فبايعه، فقال علي: حبوته محاباة ليس ذا بأول يوم تظاهرتم فيه علينا، أما والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك، والله كل يوم هو في شأن، فقال عبد الرحمان: يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا، فإني قد نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان أحدا، فخرج علي وهو يقول: سيبلغ الكتاب أجله.
فقال المقداد: يا عبد الرحمان أما والله لقد تركته من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون.
فقال: يا مقداد والله لقد اجتهدت للمسلمين.
قال: لئن كنت أردت بذلك الله فأثابك الله ثواب المحسنين، ثم قال: ما رأيت مثل ما أوتي أهل هذا البيت بعد نبيهم [إني لأعجب من قريش إنهم تركوا رجلا ما أقول إن أحدا أعلم منه] ولا أقضى بالعدل ولا أعرف بالحق، أما والله لو أجد أعوانا!!
قال له عبد الرحمان: يا مقداد إتق الله فإني أخشى عليك الفتنة (1).
(612) عبد الرحمان بن حسان العنزي ومعاوية لما قتل حجر بن عدي - سلام الله عليه - وخمسة من أصحابه - رضوان الله