(534) المقداد بن عمرو ومناوئ علي عليه السلام روى بعضهم قال: دخلت مسجد رسول الله فرأيت رجلا جاثيا على ركبتيه يتلهف تلهف من كأن الدنيا كانت له فسلبته، وهو يقول: واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر على أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله أعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم عناء في الإسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم، والله لقد زووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي، وما أرادوا إصلاحا للأمة ولا صوابا في المذهب، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة فبعدا وسحقا للقوم الظالمين.
فدنوت منه فقلت: من أنت يرحمك الله، ومن هذا الرجل؟ فقال: أنا المقداد ابن عمرو وهذا الرجل علي بن أبي طالب. قال: فقلت: ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه؟ فقال: يا ابن أخي إن هذا الأمر لا يجزي فيه الرجل ولا الرجلان، ثم خرجت فلقيت أبا ذر فذكرت له ذلك، فقال: صدق أخي المقداد... (1).
(535) صعصعة والمغيرة في الطبري: إن صعصعة لما قال للمغيرة: ابعثني إلى المستورد الخارجي قال له: اجلس فإنما أنت خطيب، فكان أحفظه ذلك، وإنما قال له ذلك، لأنه بلغه أنه يعيب عثمان، ويكثر ذكر علي عليه السلام ويفضله، وقد كان دعاه فقال: إياك أن يبلغني عنك أنك تظهر من فضل علي شيئا علانية، فإنك