فأوتي به، فشكا إليه تخلف علي بن أبي طالب عليه السلام عنه. قال ابن عباس: فقلت له: أولم يعتذر إليك؟ قال: بلى. قلت: فهو ما اعتذر به.
قال: ثم أنشأ يحدثني، فقال: إن أول من راثكم (ريثكم - خ) عن هذا الأمر أبو بكر، إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة (قال أبو الفرج:
ثم ذكر قصة طويلة ليست من هذا الباب فكرهت ذكرها) ثم قال: يا ابن عباس! هل تروي لشاعر الشعراء؟ قلت: ومن هو؟ قال: ويحك شاعر الشعراء الذي يقول:
فلو أن حمدا يخلد الناس خلدوا * ولكن حمد الناس ليس بمخلد فقلت: ذاك زهير، فقال: ذاك شاعر الشعراء. قلت: وبم كان شاعر الشعراء؟ قال: إنه كان لا يعاظل الكلام ويتجنب وحشيه، ولا يمدح أحدا إلا بما فيه (1).
قال الأحمدي: مرت هذه القصة بألفاظ مختلفة، فراجع ج 1 ص 148 وما بعدها.
(296) أبو ذر وعثمان ذكر المسعودي أمر أبي ذر بلفظ هذا نصه، قال:
إنه حضر مجلس عثمان ذات يوم، فقال عثمان: أرأيتم من زكى ماله هل فيه حق لغيره؟ فقال كعب: لا يا أمير المؤمنين، فدفع أبو ذر في صدر كعب وقال له: كذبت يا ابن اليهودي! ثم تلا: " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة