(673) محمد بن عبد الله مع المنصور لما انصرف أبو جعفر إلى العراق خرج محمد بن عبد الله بالمدينة، فكتب إليه أبو جعفر:
من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم " ولك علي عهد الله وميثاقه وذمة الله وذمة نبيه إن أنتما أتيتما وتبتما ورجعتما من قبل أن أقدر عليكما، وأن يقع بيني وبينكما سفك الدماء أن أؤمنكما وجميع ولدكما ومن شايعكما وتابعكما على دمائكم وأموالكم، وأوسعكم ما أصبتم من دم أو مال، وأعطيكما ألف ألف درهم لكل واحد منكما، وما سألتما من الحوائج، وأبوئكما من البلاد حيث شئتما، وأطلق من الحبس جميع ولد أبيكما، ثم لا أتعقب واحدا منكما بذنب سلف منه أبدا، فلا تشمت بنا وبك عدونا من قريش، فإن أحببت أن تتوثق من نفسك بما عرضت عليك فوجه إلي من أحببت، ليأخذ لك من الأمان والعهود والمواثيق ما تأمن وتطمئن إليه إن شاء الله، والسلام.
فأجابه محمد بن عبد الله: من محمد بن عبد الله أمير المؤمنين إلى عبد الله بن محمد " طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون " إلى قوله: " ما كانوا يحذرون " وأنا أعرض عليك من الأمان ما عرضته، فإن الحق معنا، وإنما ادعيتم هذا الأمر بنا، وخرجتم إليه بشيعتنا، وخطيتم بفضلنا، وإن أبانا عليا رحمه الله كان الإمام فكيف ورثتم ولاية ولده؟
وقد علمتم أنه لم يطلب هذا الأمر أحد بمثل نسبنا ولا شرفنا، وإنا لسنا من أبناء