بهمدان، والله ما أنت بأهل أن تترك تمشي فوق الأرض، إنما أتيتهم لتتخذ عندهم يدا بمسيرك إليهم، ثم رجعت إلينا من عندهم تهددنا بهم، وأنت والله منهم! ولا أرى سعيك إلا لهم، لئن أطاعني فيك أمير المؤمنين ليحبسنك وأشباهك في حبس لا تخرجون منه حتى تستتم هذه الأمور، ويهلك الله الظالمين.
قال جرير: وددت والله أن لو كنت مكاني بعثت، إذن والله لم ترجع!
قال: فلما سمع جرير مثل ذلك من قوله فارق عليا عليه السلام فلحق بقرقيساء ولحق به ناس من قسر من قومه، فلم يشهد صفين من قسر غير تسعة عشر رجلا، ولكن شهدها من أحمس سبعمائة رجل.
وقال الأشتر فيما كان من تخويف من جرير إياه بعمرو وحوشب [وذي الكلاع]:
لعمرك يا جرير لقول عمرو * وصاحبه معاوي بالشام وذي كلع وحوشب ذي ظليم * أخف علي من ريش النعام إذا اجتمعوا علي فخل عنهم * وعن باز مخالبه دوامي ولست بخائف ما خوفوني * وكيف أخاف أحلام النيام وهمهم الذي حاموا عليه * من الدنيا وهمي من أمامي فإن أسلم أعمهم بحرب * يشيب لهولها رأس الغلام وإن أهلك فقد قدمت أمرا * أفوز بفلجه يوم الخصام وقد زادوا علي وأوعدوني * ومن ذا مات من خوف الكلام (1) (432) رجل ناسك مع معاوية لما غلب أهل الشام على الفرات فرحوا بالغلبة، وقال معاوية: يا أهل الشام هذا والله أول الظفر! لا سقاني الله ولا أبا سفيان إن شربوا منه أبدا حتى