ابن الحنفية - والله ما هذه إلا فتنة كما قال، والسعيد عندي من اعتزلها.
قال: فصاح به ابن الزبير وقال: اسكت أيها الرجل! فإنك لا تعقل ما يأتي، وما تدري من هذا حتى يسمع قوله ويؤخذ برأيه، إنما كان هذا مع أخويه الحسن والحسين كالعسيف الذي لا يؤامر ولا يشاور.
قال: فقال له محمد بن الحنفية: كذبت والله لومت! ما كان إخواني بهذه المنزلة، ولكنهم كانوا أخوي وشقيقي، وكنت أعرف لهم فضلهم ونسبهم وقرابتهم من الرسول محمد صلى الله عليه وآله، وقد كانوا يعرفون لي من الحق مثل ذلك، وما قطعوا أمرا دوني مذ عقلت. وأما قولك: أنه لا ينبغي أن يسمع قولي ولا يؤخذ برأيي فأنا والله أوجب حقا على الأمة منك وأحق بالمودة والنصر، لحق علي بن أبي طالب وقرابته من الرسول محمد صلى الله عليه وآله ولو أني أعتمد على الناس بحق النبوة أنها في بني هاشم دون غيرهم لكان ينبغي لذوي الرأي والعلم أن يأخذوا برأيي ويستمعوا لقولي ويكونوا لي أود ومني أسمع ولي أنصح منهم لك يا ابن الزبير.
قال: فلم يزل هذا الكلام بين محمد بن الحنفية وبين عبد الله بن الزبير وقد ضاق الناس بعضهم بعضا في المسجد الحرام عليهم السلاح، والمعتمرون يمشون بينهم بالصلح حتى سكت ابن الزبير ولم يقل شيئا (1).
الأحوص مع عوف بن ضبعان قال - في ذكر حرب إبراهيم بن الأشتر مع عبيد الله بن زياد -: وتقدم رجل من عتاة أهل الشام ومردتهم يقال له: " عوف بن ضبعان الكلبي " حتى وقف بين يدي الجمعين على فرس أدهم، ثم نادى: ألا يا شيعة أبي تراب! ألا يا