العرب لا بد لها من ذكر صفين بعد هذا اليوم، فلا تنكسوا رأسي واكفوني أمركم، ودعونا وعليا وأصحابه.
قال: فقال له الرجل: يا عدو الله! أتخطب إلينا عقولنا؟ فقال عمرو: لا لعمر الله! ما أخطب إليكم عقولكم، ولكن شرحبيل بن ذي الكلاع الحميري يزعم بأنكم لستم بأكفاء في الحروب، فلهذا جئتكم.
قال: فقال له الهضيمي: أعزب قبحك الله! وقبح كلاعا كلها، وقبح لما.
جئت به (1).
(408) عبد الله بن عباس مع الخوارج قال: فبينا علي - كرم الله وجهه - مقيم بالكوفة ينتظر انقضاء المدة التي كانت بينه وبين معاوية ثم يرجع إلى محاربة أهل الشام، إذ تحركت طائفة من خاصة أصحابه في أربعة آلاف فارس، وهم من النساك العباد أصحاب البرانس، فخرجوا عن الكوفة وتحزبوا وخالفوا عليا - كرم الله وجهه - وقالوا:
" لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن عصى الله " قال: وانحاز إليهم نيف عن ثمانية آلاف رجل ممن يرى رأيهم.
قال: فصار القوم في اثني عشر ألفا وساروا حتى نزلوا بحروراء، وأمروا عليهم عبد الله بن الكواء.
قال: فدعا علي - رضي الله عنه - بعبد الله بن عباس فأرسله إليهم، وقال: يا ابن عباس امض إلى هؤلاء القوم، فانظر ما هم عليه ولماذا اجتمعوا.
قال: فأقبل [عليهم] ابن عباس حتى إذا أشرف عليهم ونظروا إليه ناداه بعضهم وقال: ويلك يا ابن عباس! أكفرت بربك كما كفر صاحبك علي بن أبي طالب؟ فقال ابن عباس: إني لا أستطيع أن أكلم كلكم، ولكن أنظروا