الملكان الموكلان به (1).
726 / 3 - الكشي، عن محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي، عن محمد بن حبيب الأزدي، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن ذريح، عن محمد بن مسلم قال: خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل، فقيل له: محمد بن مسلم وجع. فأرسل إلي أبو جعفر عليه السلام بشراب مع الغلام مغطى بمنديل، فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه. فإنه قد أمرني أن لا أرجع حتى تشربه فتناولته فإذا رائحة المسك عنه وإذا شراب طيب الطعم بارد، فإذا شربته قال لي الغلام: يقول لك: إذا شربته فتعال، ففكرت فيما قال لي ولا أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي، فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه فصوت بي: صح الجسم ادخل ادخل، فدخلت وأنا باك، وسلمت عليه وقبلت يديه ورأسه، فقال لي: وما يبكيك يا محمد؟ فقلت:
جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك.
فقال لي: أما قلة المقدرة فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا، وأما ما ذكرت من الغربة، فلك بأبي عبد الله عليه السلام أسوة بأرض ناء عنا بالفرات صلى الله عليه وسلم، وأما ما ذكرت من بعد الشقة، فإن المؤمن في هذه الدار غريب وفي هذا الخلق منكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله، وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وأنك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه (2).
727 / 4 - الراوندي باسناده، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء، فقيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس إنه لا وحشة ولا عربة على مؤمن، وما من مؤمن يموت في غربته إلا بكت عليه الملائكة رحمة له حيث قلت بواكيه، وفسح له في قبره بنور يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط