عبد الله بن القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء العهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء - أو قال: قلة المؤاتاة للنساء - وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى، طوبى لهم وحسن مآب - وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد صلى الله عليه وآله وليس من مؤمن إلا في داره غصن منها، لا يخطر على قلبه شهوة شئ إلا أتاه به ذلك، ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه، ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما - ألا ففي هذا فارغبوا، إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، ألا فهكذا كونوا (1).
أقول: نقل الإسكافي هذا الخبر إلى: طوبى لهم وحسن مآب في التمحيص / 67 الرقم 161 المؤاتاة: المطاوعة. الزلفى: القرب. وطوبى شجرة إلى يسقط هرما جملة توضيحية في شرح طوبى، وقال الفيض: (وتأويل طوبى العلم، فإن لكل من نعيم الجنة مثالا في الدنيا ومثال شجرة طوبى شجرة العلوم الدينية التي أصلها في دار النبي صلى الله عليه وآله والذي هو مدينة العلم وفي دار كل مؤمن غصن منها، وإنما شهوات المؤمن ومثوباته في الآخرة فروع معارفه وأعماله الصالحة في الدنيا (2).
709 / 3 - الصدوق قال: حدثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التميمي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد المكي قال: حدثنا أبو الحسن عبد الله بن محمد عمر الخراني، عن صالح بن زياد، عن أبي عثمان عبد بن ميمون السكوني،