عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر من جهة أخرى، ثم ذكر خطبة أبي موسى الأشعري على منبر الكوفة التي عرف بها نفاقه وتزلزله في معرفة الحق، وتمييزه الحق من الباطل وفساد عقيدته وانحرافه عن الإمام علي (عليه السلام). وكلامه هذا إن دل على شئ فإنما يدل على خمول أبي موسى الفكري بحيث لا يمكنه التمييز بين الحق والباطل، وأنه من جملة أولئك الذين قال الله في وصفهم: ﴿جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما﴾ (1).
فكانت خطبته في مخالفة الإمام علي (عليه السلام) وتثبيطه الناس عن القتال إلى جانب علي (عليه السلام) بمثابة زرع بذور النفاق بين شيوخ القبائل ورؤساء الكوفة وشخصياتها والتي أينعت ثمارها في ما بعد في حرب صفين وغيرها.
وكان أبو موسى معتقدا بأولوية عبد الله بن عمر وأفضليته للخلافة ولم يكن يعدل به أحدا، وأنه هو الذي خلع الإمام علي (عليه السلام) عن الخلافة يوم التحكيم (2).
3 - عمرو بن العاص بن وائل: هو أحد رجال الصحيحين، وعداؤه للإمام علي (عليه السلام) ليس بخفي على أحد ممن له أدنى معرفة بالتاريخ وقضاياه.
ومما يشهد على هذا العداء الدفين، صفحات حياة عمرو بن العاص المليئة بالخزي والعار، ومشاركته في المؤسسة الأموية مع الشرذمة التي نصبها معاوية لجعل الحديث، واشتراكه في واقعة صفين إلى جانب معاوية، هذه الحروب والوقائع الدامية التي تلت صفين كلها كانت من خططه - التي رسمها - واحتياله المعروف، مثل قضية التحكيم ورفع المصاحف على الرماح في صفين التي آلت فيما بعد ذلك إلى الجريمة العظمى التي كسرت شوكة الدين وهزت أركانه وثلمت في الإسلام ثلمة ما سدها شئ يعني استشهاد أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
وإنه سلك في عدائه لأمير المؤمنين (عليه السلام) نفس المسلك الذي سلكه أبيه بالتبني