الخبير) (١).
قال الطبرسي: الإدراك متى قرن بالبصر لم يفهم منه إلا الرؤية. وعليه إذا قال أحد:
أدركته ببصري وما رأيته متضاد، لأن الإدراك لا يكون بالعين (٢).
٢ - في سورة البقرة: ﴿وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون﴾ (٣).
هاتان الآيتان المتعاقبتان والمتتاليتان فيهما الدلالة التامة على استحالة رؤية الله عز وجل، لأن الآية الأولى صريحة في عذاب الذين عبدوا العجل فألزمهم الله بالتوبة وقيدها بقتل النفس - الانتحار - كفارة لذنبهم، والآية الثانية صريحة كذلك في معاقبة الذين أرادوا رؤية الله تعالى وأن عقابهم هو نزول الصاعقة والبلاء السماوي عليهم.
وترشدنا الآيتان معا بكل وضوح وبيان إلى حقيقة وهي: أن طلب رؤية الله يعتبر من الذنوب الكبيرة ويوجب نزول العذاب السماوي كما أن عبادة العجل كفر وارتداد وموجبة للعذاب.
والجدير بالذكر أن في كل الآيات التي أشير فيها إلى سؤال بني إسرائيل رؤية الله وطلبهم المستحيلات جاء ذكر العذاب والعقاب عقيب السؤال بتعابير بلاغية وجمل مختلفة، وما ذلك إلا لكون هذا السؤال ذنبا كبيرا وجريمة عظيمة.
قال تعالى: ﴿يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم﴾ (4).