اختلاف) ثم توفي أبو طالب (عليه السلام) إنتهى باختصار في بعض كلماته.
(قال المؤلف) على فرض صحة الحديث الذي ذكره ابن إسحاق ونقله منه ابن هشام في السبرة، فترك أبي طالب عليه السلام التلفظ بالشهادتين عند موته في حضور من حضر من المشركين كان لامرين الأول خشية من أن ينسبوا إليه الجزع من الموت، والثاني وهو العمدة المبالغة في حفظه صلى الله عليه وآله وسلم إذ لو عرفوا أنه كان مؤمنا بابن أخيه وموحدا وتاركا لعبادة آلهتهم لسقط عن الانظار، ولم يبق له عندهم حرمة فيلاحظوا ذلك فيتركوا أذاه، فترك النطق بالشهادتين في حضورهم ولم يتظاهر به تقية منهم كما كان عليه قبل موته وفي حياته الطويلة وفيما يزيد على خمسين سنة وإن كان عليه السلام أظهر ذلك في أشعاره ونصايحه لقومه، وبما ذكرناه أشار السيد ابن دحلان في (أسنى المطالب ص 29 طبع طهران) فقال ما هذا نص ألفاظه:
قال: قد مر أنه (أي أبو طالب) نطق بالوحدانية، وبحقيقة الرسالة، وتصديق النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم في أشعاره وإنما طلب النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ذلك منه عند وفاته ليحوز الايمان (عند) الوفاة أيضا (إلى أن قال): وإنما امتنع (أبو طالب عليه السلام) من النطق به (أي بلفظ الشهادتين) خشية أن ينسبوه إلى الجزع من الموت، والخوف من الموت عندهم عار (أي عند العرب) وقد كانوا عريقين في السيادة والمفاخرة بحيث لا يرضون أن ينسب إليهم أقل قليل مما يخالفهما (عقول ذلك العصر) فلا يبعد أن يكون ذلك عندهم عظيما، وذلك عذر، وهذا بحسب الظاهر للامر، وأما في باطن الامر، فالسبب الحقيقي في عدم نطقه (عليه السلام) بحضور القوم