تدل على أن مفتعلها والمجترئ على الله بتخرصها متحامل غمر جاهل، قليل المعرفة باللغة العربية التي خاطب الله بها عباده وأنزل بها كتابه، لان الضحضاح لا يعرف في اللغة إلا لقليل الماء فحيث عدل به إلى النار ظهرت فضيحته واستبان جهله وتحامله.
(وقال السيد عليه الرحمة أيضا): إن لامة (الاسلامية) متفقة على أن الآخرة ليس فيها نار (خاصة)، سوى الجنة والنار فالمؤمن يدخله الله الجنة، والكافر يدخله الله النار فإن كان أبو طالب كافرا على ما يقوله مخالفنا فما باله يكون في ضحضاح من نار من بين الكفار ولماذا تجعل له نار وحده من بين الخلائق والقرآن متضمن أن الكافر يستحق التأييد والخلود في النار.
(وقال عليه الرحمة أيضا): فان قيل (كما قيل) إنما جعل في ضحضاح من نار لتربيته للنبي صلى الله عليه وآله وذبه عنه وشفقته علبه ونصره إياه (قلنا) تربية النبي صلى الله علبه وآله وسلم والذب عنه وشفقته عليه والنصرة له، طاعة لله تعالى يستحق في مقابلها الثواب الدائم، فإن كان أبو طالب فعلها وهو مؤمن فما باله لا يكون في الجنة كغيره من المؤمنين؟ وإن كان فعلها وهو كافر فإنها غير نافعة له (كما لم تنفع أبا لهب نصرته للنبي صلى الله عليه وآله لأنه كان على كفره) لان الكافر إذا فعل فعلا لله تعالى فيه طاعة لا يستحق عليه ثوابا لأنه لم يوقعه لوجهه متقربا به إلى الله تعالى، من حيث إنه لم يعرف الله ليتقرب إليه فيجب أن يكون عمله غير نافع له، فما استحق أن يجعل في ضحضاح من نار، فهو إما مؤمن يستحق الجنة كما نقول وإما كافر يستحق التأييد في الدرك الأسفل من النار على وجه الاستحقاق والهوان كغيره من الكفار.
(ثم اخذ السيد عليه الرحمة) في التكلم في سند الأحاديث المروية