وبيت (بني دراج)، وغيرهم من البيوتات العلمية الكوفية التي عرفت بالتشيع، واشتهرت بالفقه والحديث (1).
وقد أدى كل هذا الالتقاء بشخصية (الإمام الصادق) عليه السلام في الكوفة، والاحتفاء به إلى أن يأخذ (الجهاز العباسي) الحاكم حذره منه.
وقد خاف (المنصور الدوانيقي) أن يفتتن به الناس (على حد تعبيره) لما رأى من إقبال الفقهاء والناس عامة عليه، واحتفائهم به، وإكرامهم له فطلبه إلى (بغداد) في قصة طويلة لا يهمنا نقلها.
ومهما يكن من أمر فقد ازدهرت (مدرسة الكوفة) على يد (الإمام الصادق) عليه السلام وتلاميذه، وبتأثير من الحركة العلمية القوية التي أوجدها (الإمام الصادق) عليه السلام في هذا الوسط الفكري.
ولم تبق الكوفة إلى حين (الغيبة الكبرى) مقاما للأئمة عليهم السلام ولم يتمركز (فقهاء الشيعة) كلهم بعد ذلك في الكوفة، ولم تستمر طول هذه المدة المدرسة التي أنشأها (الإمام الصادق) في الكوفة إلا أن الكوفة كانت هي منطلق (الحركة العقلية) في (العصر الثاني) من عصور تأريخ (الفقه الشيعي) ومبعث هذه الحركة، ومركز الإشعاع وظلت مع ذلك بعد من أهم مراكز (الفقه الشيعي)، وظلت (البعثات الفقهية الشيعية) تقصد هذه المدينة بالذات، ويتعاقب فيها (فقهاء الشيعة) مركز الصدارة في التدريس، والفتيا، والبحث الفقهي.
ورغم العقبات الكبرى التي اصطدم بها (أئمة الشيعة) من أهل البيت عليهم السلام، وفقهاء الشيعة ورواة الحديث: من ضغط الجهاز الحاكم حتى كان بعضهم يعرض إذا رأى الإمام في الطريق، لئلا يتهم بالتشيع .