وكانت (نشأة الشهيد الفكرية) والنفسية نشأة فكرية وإسلامية كان له التأثير الكبير في صياغة ذهنيته الخاصة، وتكامله النفسي.
بيته:
وقد نشأ الشهيد في بيت عريق معروف بالفضل، ذا جذور وسوابق علمية: فكان (أبوه) من كبار أفاضل عصره، وكذلك جداه (جمال الدين) و (التقي) وجده الأعلى (الشيخ صالح) من تلاميذ العلامة.
فكان ستة من آبائه من الفضلاء المرموقين في (جبل عامل) كما استمر أبناء الشهيد على هذا النهج قال مؤلف الروضات:
ومن العجب أنه كان بمنزلة النقطة المتوسطة المحاطة بدائرة المعارف والعلوم، أو مركز تؤول نسبة واحدة من فضائل أرباب الفواضل على النهج المنظوم، حيث إن من آبائه الستة المذكورين كانوا من الفضلاء المشهورين وكذلك أبناؤه النبلاء الذين لم ينقضوا هذه العدة إلى هذا الحين.
وكان البيت يعرف بسلسلة الذهب.
ومهما يكن فقد نشأ (الشهيد) في مثل هذا البيت، وتبلورت ذهنيته وتكاملت نفسه، وكان له الأثر الكبير في تكوينه الذهني والنفسي.
وليس من الصحيح إغفال عامل محيطي مهم كالبيت في نشأة (الشهيد) فقد فتح الشهيد عينيه في هذا البيت على مظاهر العلم والفقه، ونمى في أحضان هذا البيت يسمع حديث العلم، ويصغي إلى حوار الفقهاء ويأنس بمجالس العلم والفقه، ويحشر نفسه فيها.