وبعضهم يلتقي بالإمام ليلا. خوفا من عيون الرقابة المسلطة على بيوت (أئمة أهل البيت) عليهم السلام.
رغم ذلك كله، ورغم المعارضات، والتهم والافتراءات، والتهريج الذي كان يقوم به الجهاز تقدمت الدراسة الفقهية الشيعية، وتدوين الحديث شوطا كبيرا في هذه الفترة، وتركت لنا هذا التراث التشريعي الضخم الذي تمتلئ به المكاتب، وتحتفل به الدورات الضخمة: كدورات (بحار الأنوار، والجواهر، والحدائق، ووسائل الشيعة) الكبيرة.
وصنف قدماء (الشيعة الاثني عشرية) المعاصرون للأئمة في الأحاديث المروية من طرق أهل البيت ما يزيد على (ستة آلاف وستمائة كتاب) مذكورة في كتب الرجال، على ما ضبطه (الشيخ محمد بن الحسن بن الحر العاملي) في آخر الفائدة الرابعة من الوسائل (1).
ومن بين هذا العدد من الكتب الذي يعتبر وحده مكتبة ضخمة في الحديث والفقه والتفسير من آفاق (الفكر الإسلامي) امتازت أربعمائة كتاب اشتهرت بعد ذلك ب: (الأصول الأربعمائة).
وقد بقي شئ كثير من هذه الأصول الأربعمائة، فكان شئ كثير منها محفوظا عند (الشيخ الحر العاملي)، وبعضها عند (العلامة المجلسي) وبعضها عند (العلامة النوري)، وفقد مع ذلك كثير منها (2).
ومهما يكن من أمر فقد توسعت في هذه الفترة رواية الحديث وتدوينه وازدهرت بما لا مثيل له في أي عصر آخر، وفي أي مذهب من المذاهب الإسلامية عامة.
فلهشام الكلبي أكثر من مائتي كتاب.
.