دولة الأدارسة (172 - 375):
أما إدريس ففر إلى مصر، ومنها إلى المغرب، واجتمعت حوله قبائل البربر وغيرهم، واشتد أمره واستمر حكمهم قرنين وثلاث سنين وامتدت سلطتهم في المغرب، وكانت حاضرة ملكهم مدينة فاس (1).
وقد استطاع الأدارسة في هذه الفترة أن يخدموا المغرب كثيرا، وأن يخلفوا تراثا حضاريا ومدنيا قيما، وأن ينشروا التشيع في هذا القطر من الأرض.
الفاطميون:
وفي سنة 286 هجرية بعد ما ضعفت (الدولة العباسية) أخذ (أبو عبد الله الشيعي)، يدعو لعبيد بن المهدي في (إفريقيا) وأخذ البيعة وانتزع أفريقيا من (بني الأغلب) واستولى عليها وعلى الغرب الأقصر والشام، واقتطعوا سائر هذه الأقطار من (العباسيين)، واستمر حكمهم إلى سنة 567 وامتد نفوذهم إلى (مصر والحجاز واليمن).
وكان (الفاطميون) شيعة إسماعيلية، سعوا كثيرا لنشر التشيع في (مصر وأفريقيا) والأقطار الأخرى التي كانت تحت يدهم.
وربما جاز لنا أن نقول: إن ظهور (الفاطميين) واستيلاءهم على الحكم وحرصهم على نشر (التشيع) ومعارضة المذاهب الأخرى .