قال فيه الشيخ الحر العاملي قدس سره:
كان فاضلا محققا فقيها ثقة جليلا.
قام بتربية تلامذة كبار في الفقه كان منهم الشهيد الأول رحمه الله.
4 - (الشهيد الأول):
أبو عبد الله محمد بن الشيخ جمال الدين مكي بن شمس الدين محمد الدمشقي الجزيني، ولد سنة 734، واستشهد سنة 786 بدمشق.
ولد في جزين من بلدان جبل عامل، وهاجر إلى الحلة لطلب العلم.
تتلمذ على فخر المحققين بالحلة ولازمه، وتتلمذ على آخرين من تلاميذ (العلامة الحلي) في الفقه والفلسفة.
زار كثيرا من حواضر العالم الإسلامي في وقته، ك (مكة المكرمة) و (المدينة المنورة) و (بغداد) و (مصر) و (دمشق) و (بيت المقدس) و (مقام الخليل إبراهيم)، واجتمع فيها بمشايخ العامة، وتاحت له هذه الأسفار نوعا من التلاقح الفكري بين مناهج البحث الفقهي والأصولي عند (الشيعة والسنة).
وقرأ كثيرا من كتب السنة في الفقه والحديث، وروى عنهم حتى قال في إجازته لابن الخازن:
إني أروي عن نحو أربعين شيخا من علمائهم بمكة والمدينة ودار السلام بغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل إبراهيم.
وهذا النص يدل على أن الشهيد الأول جمع بين ثقافتي الشيعة والسنة في الفقه والحديث، ولاقح بين المنهجين في حدود ما تسمح به طبيعة المنهجين.
خلف كتبا كثيرة تمتاز بروعة البيان، ودقة الملاحظة، وعمق الفكرة وسعة الأفق: منها (الذكرى) و (الدروس الشرعية في فقه الإمامية)