على الملا حسين الجرجاني في مصر، وأبوابا من الحساب وكتاب (الياسمينية) وشرحها في علم الجبر والمقابلة على الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القادر الفرضي في مصر.
وقرأ من الطب (شرح الموجز النفيسي) و (غاية القصد في معرفة الفصد) من مؤلفات الفيلسوف شمس الدين محمد بن مكي عليه في دمشق.
وقرأ من الهيئة (فصول الفرغاني) على شمس الدين محمد بن مكي في دمشق، و (شرح الچغميني) على الملا حسين الجرجاني في مصر.. هذه صورة مصغرة عن ثقافة (الشهيد) وسعة معارفه.
ومن هذا الاستعراض السريع لثقافة الشهيد ومشائخه يستطيع الباحث أن يتبين ملامح من (شخصية الشهيد الثقافية). فقد ألم في دور شبابه إلمامة واسعة بمختلف علوم عصره، وتعاطاها واستوعبها، فكان في عصره مثال المثقف المتفتح الذهن على الثقافات والمعارف البشرية، وتنعكس هذه الشمولية والتوسعة على (آثار الشهيد)، فيلمح الباحث عن الشهيد من خلال آثاره أنه يخوض مجالات ثقافة عصره باطمئنان وقوة واعتداد بالنفس، وهذه الميزة تعتبر من أهم مميزات شخصية شيخنا (الشهيد).
إحاطته بالمذاهب الإسلامية وثقافة عصره:
قليل أولئك الذين يجمعون بين دقة الملاحظة، وعمق النظر، والاختصاص في حقل من حقول العلم، وبين الإحاطة بحقول المعرفة البشرية.
وقد أتيح لشيخنا (الشهيد) وهو من تلك القلة الفذة في تاريخ الإنسانية أن يجمع بين الإحاطة بثقافة عصره، والمذاهب الإسلامية، وبين