على معتقده (1).
ولا نريد نحن أن نعلق على هذا الحديث، وقد لا يدل هذا التهريج أن نعلق عليه، وأن نتحدث عنه، وإنما المحاسبة إلى يوم عسير.
ومهما يكن من أمر فلا زالت بين أيدينا ملامح من قصة شهادة (الشهيد) رحمه الله، نستطيع عن طريقها أن نستكشف أسباب هذا الحادث وعلله.
احتل (الشهيد) في المدة التي عاش فيها بدمشق مكانة اجتماعية راقية فكان موضع حفاوة الطبقات المختلفة، واكتسب شعبية كبيرة، وأصبح ملجأ للناس في حاجاتهم، وللعلماء في التدريس (سنة وشيعة)، كما التف حوله كثير من أقطاب السياسة والحكم في دمشق، وخارج دمشق.
واستطاع أن يتجاوز بنفوذه الروحي والإسلامي حدود (سوريا والعراق) ويشد الملوك والحكام من الأطراف إليه، كان منهم (علي بن مؤيد) ملك (خراسان) فيما يحدثنا به التاريخ.
ولا يستطيع الباحث أن يقول: إن اتصالات (الشهيد) السياسية كانت مقتصرة على الزعماء السياسين في (دمشق والعراق وإيران) وإنما كان ذلك نموذجا من اتصالات الشهيد بزعماء الدول الإسلامية في وقته احتفظ لنا التاريخ، ولم يضع معالمه.
ذلك كله يدلنا على أن (الشهيد) استطاع أن يحقق لنفسه في هذه المدة مكانة سياسية واجتماعية خطيرة جعلت حكومة (بيدمر) بدمشق تخشاه وتحسب له ألف حساب.
فقد كانت الحكومة يومذاك ضعيفة تخاف كل حركة داخل البلاد .