يدي الله تعالى، قال: فهم بين راكع وقائم وساجد وداع ومكبر ومستغفر ومسبح.
يا محمد إن الله تعالى يطلع في هذه الليلة فيغفر لكل مؤمن قائم يصلي وقاعد يسبح وراكع وساجد وذاكر، وهي ليلة لا يدعو فيها داع إلا استجيب له، ولا سائل إلا أعطي، ولا مستغفر إلا غفر له ولا تائب إلا يتوب عليه، من حرم خيرها يا محمد فقد حرم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو فيها فيقول:
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به رضوانك (١)، ومن اليقين ما يهون علينا به مصيبات الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا.
واجعل ثارنا على من ظلمنا، وانصرنا على منا عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا، برحمتك يا أرحم الراحمين (٢).
أقول: وقد مضى هذا الدعاء في بعض مواضع العبادات وإنما ذكرنا هاهنا لأنه في هذه - ليلة نصف شعبان - من المهمات.
أقول: وفي رواية أخرى في فضل هذه المائة ركعة، كل ركعة بالحمد مرة وعشر مرات (قل هو الله أحد) ما وجدناه، قال راوي الحديث:
ولقد حدثني ثلاثون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أنه: من صلى هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة، وقضى له بكل نظرة سبعين حاجة أدناها المغفرة، ثم لو كان شقيا وطلب السعادة لأسعده الله: ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾ (3)، ولو كان والداه من أهل النار ودعا لهما اخرجا من النار بعد أن لا يشركا بالله شيئا، ومن صلى هذه الصلاة قضى الله له كل حاجة طلب وأعد له في الجنة مالا عين رأت، ولا أذن سمعت.