ودولته، وذكر شرح كمالها وما يبلغ إليه حال جلالها إلى ما لم يظفر نبي سابق ولا وصي لا حق، ولا بلغ إليه ملك سليمان عليه السلام الذي حكم في ملكه على الإنس والجن.
لان سليمان عليه السلام لما قال: ﴿هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك أنت الوهاب﴾ (١). ما قيل له: قد أجبنا سؤالك في اننا لا نعطي أحدا من بعدك أكثر منه في سبب من الأسباب، إنما قال الله جل جلاله: ﴿فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد﴾ (2).
والمسلمون مجمعون على أن محمدا صلى الله عليه وآله سيد المرسلين وخاتم النبيين اعطى من الفضل العظيم والمكان الجسيم، ما لم يعط أحد من الأنبياء في الأزمان ولا سليمان.
ومن البيان على تفصيل منطق اللسان والبيان ان المهدي عليه السلام يأتي في أواخر الزمان وقد تهدمت أركان أديان الأنبياء ودرست معالم مراسم الأوصياء وطمست آثار أنوار الأولياء، فيملأ الأرض قسطا وعدلا وحكما كما ملئت جورا وجهلا وظلما.
فبعث الله جل جلاله رسوله محمدا صلى الله عليه وآله ليجدد سائر مراسم الأنبياء والمرسلين ويحيي به معالم الصادقين من الأولين والآخرين ولم يبلغ أحدا منهم صلوات الله عليهم وعليه إلى أنه قام أحد منهم بجميع أمرهم بعدد رؤوسه ويبلغ به ما يبلغ هو عليه السلام إليه.
وقد ذكره أبو نعيم الحافظ وغيره من رجال المحافظ وغيره من رجال المخالفين وذكر ابن المنادي في كتاب الملاحم وهو عندهم ثقة امين، وذكره أبو العلى الهمداني وله المقام المكين، وذكرت شيعته من آيات ظهوره وانتظام أموره عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله ما لم يبلغ إليه أحد من العالمين.