المواهب والمناقب.
ومنها: ان زمان تمكينه من هذه العلوم المبسوطة في البلاد والعباد كانت مدة يسيرة لا تقوم في العادة بهذا المراد الا بآيات باهرة أو معجزات قاهرة (1) من سلطان الدنيا والآخرة (2)، لان مقامه صلى الله عليه وآله بمكة رسولا مدة ثلاثة عشرة سنة كان ممنوعا من التمكين، ومدة مقامه بالمدينة، وهي عشر سنين، كان مشغولا بالحروب للكافرين ومقاساة الضالين والمنافقين والجاهلين، ولو أنه صلوات الله عليه كان في هذه الثلاثة وعشرين سنة متفرغا لما بلغ حال علومه وهدايته إليه، كان ذلك الزمان قليلا في الامكان بالنسبة إلى ما جرى من الفضل وبسط لسان العقل والنقل، وكان ذلك من آيات الله جل جلاله العظيمة الشأن وآياته صلوات الله عليه التي تعجز عنها عبارة القلم واللسان.
ومنها: انه صلوات الله عليه أحيى العقول والألباب، وقد ماتت وصارت كالتراب، وصار أصحابها كالدواب.
ومنها: انه صلوات الله عليه نصر العقل بعد احيائه، وقد كان انكسر عسكره واستولت عليه يد أعدائه.
ومنها: انه صلوات الله عليه زكى الأنبياء صلوات الله عليهم على التفصيل في وقته القليل بما لم يبلغوا إلى تزكيتهم لله جل جلاله ولهم عليهم السلام في زمانهم الطويل.
ومنها: انه صلوات الله عليه كشف من حال شرف مواضعهم وتحت شرائهم وأسرارهم وأنوارهم ما لم يبلغ إليه المدعون لنقل اخبارهم وآثارهم.
ومنها: انه صلوات الله عليه شرف باثني عشر من مقدس ظهره قائمون بأمره وسره .