- الغيم - والغين العطش وإنما يعنى ريق جارية.. قال أبو العباس وقال آخرون بل يعنى شعبا من الشعاب مخنوقا ضيقا سلكه وحده قال أبو العباس إنما كنى بالشعب عن فم جارية ثم أخذ في وصف الشعب ليكون الامر أشد التباسا.. [قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه والأشبه أراد أن يكون شعبا حقيقيا لان تأبط شرا لصا وصافا للأهوال التي يمضى بها ويعاينها في تلصصه وكان كثيرا ما يصف تدليه من الجبال وتخلصه من المضايق وقطعه المفاوز وأشباه ذلك والقطعة التي فيها البيتان كأنها تشهد بأن الوصف لشعب لا لفم جارية لأنه يقول بعد قوله كشك الثوب لدن مطلع الشعرى قليل أنيسه * كأن الطخا في جانبيه معاجر به من نجاء الدلو بيض أقرها * خبار لصم الصخر فيه قراقر وقررن حتى كن للماء منتهى * وغادرهن السيل فيما يغادر به نطف زرق قليل ترابها * جلا الماء عن أرجائها فهو حائر .. وهذه الأوصاف كلها لا تليق إلا بالشعب دون غيره وتأول ذلك على الفم تأول بعيد وقد أحسن كثير في قوله يصف ثغرا ويوم الخيل قد سفرت وكفت * رداء العصب عن رتل براد وعن نجلاء تدمع في بياض * إذا دمعت وتنظر في سواد وعن متكاوس في العقص جثل * أثيث النبت ذي غدر جعاد (1)
(٨٢)