وخلت عن أولادها المرضعات * ولم تر عين لمزن بلالا (1) بأنك كنت الربيع المغيث * لمن يعتريك وكنت الثمالا (2)
(١) قولها - وخلت عن أولادها المرضعات الخ.. قال أبو حنيفة إنما خلت أولادها من الاعواز لم يجدن قوتا واغبرار الأفق من الجدب وأراد هبت الربح شمالا وهي تضمر وان لم تذكر لكثرة ما تذكر انتهي - والمزن - السحاب - والبلال - بالكسر البلل (٢) قولها - بأنك كنت الربيع - الخ الربيع هنا ربيع الزمان.. قال ابن قتيبة في باب ما يضعه الناس غير موضعه وهو أول كتابه أدب الكاتب ومن ذلك الربيع يذهب الناس إلي أنه الفصل الذي يتبع الشتاء ويأتي فيه الورد والنور ولا يعرفون الربيع غيره والعرب تختلف في ذلك فمنهم من يجعل الربيع الفصل الذي تدرك فيه الثمار وهو الخريف وفصل الشتاء بعده ثم فصل الصيف بعد الشتاء وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع ثم فصل القيظ الذي بعده وهو الذي تدعوه العامة الصيف ومن العرب من يسمى الفصل الذي تدرك فيه الثمار وهو الخريف الربيع الأول.. ويسمى الفصل الذي يتلو الشتاء ويأتي فيه الكمأة والنور الربيع الثاني وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع اه.. قال شارحه ابن السيد مذهب العامة في الربيع هو مذهب المتقدمين لأنهم كانوا يجعلون حلول الشمس برأس الحمل أول الزمان وشبابه وأما العرب فإنهم جعلوا حلول الشمس برأس الميزان أول فصول السنة الأربعة وسموه الربيع.. وأما حلول الشمس برأس الحمل فكان منهم من يجعله ربيعا ثانيا فيكون في السنة على مذهبهم ربيعان وكان منهم من لا يجعله ربيعا ثانيا فيكون في السنة على مذهبهم ربيع واحد وأما الربيعان من الشهور فلا خلاف بينهم انهما اثنان ربيع الأول وربيع الآخر انتهى - والغيث - المطر والكلأ ينبت بماء السماء والمراد به هذا لوصفه بالمريع وهو الخطيب بفتح الميم وضمها في القاموس مرع الوادي مثلثة الراء مراعة أكلا كأمرع - والثمال - بكسر المثلثة.. قال الدينوري هو الذخر وقال غيره هو الغياث - والمغيث - من الإغاثة - ومن يعتريك - أي من يقصدك.. وروى بأنك ربيع وغيث مرئ * وأنك هناك تكون الثمالا والبيت يستشهد به النحويون في باب أن المخففة من الثقيلة وهو من الضرورة لان اسم ان المخففة شرطه أن يكون ضميرا محذوفا.. قال ابن هشام وربما ثبت وانشد البيت وهو مختص بالضرورة علي الأصح وشرط خبرها أن يكون جملة ولا يجوز افراده الا إذا ذكر الاسم فيجوز الأمران وقد اجتمعا في البيت.. وقال في التصريح ان البيت ضرورة من وجهين عند ابن الحاجب كونه غير ضمير الشأن وكونه مذكورا وعند ابن مالك من وجه واحد وهو كونه مذكورا اه.. قلت وروى عن ابن مالك أنه قال إذا أمكن جعل الضمير المحذوف ضمير حاضر أو غائب غير الشأن فهو أولي..
وعن أبي حيان أنه قال لا يلزم أن يكون ضمير الشأن كما زعم بعض أصحابنا بل إذا أمكن تقديره بغيره قدر