والأنصار إلى منازلهم من المدينة، كل يقول: قتل النبي صلى الله عليه وآله وقتل أصحابه، ثم ضرب الله بوجوه المشركين وقد جرحت بين يدي النبي صلى الله عليه وآله نيفا " وسبعين جراحة ومنها هذه ومنها هذه - ثم ألقى رداءه وأمر بيده على جراحاته - وكان مني في ذلك اليوم ما كان الله على ثوابه إن شاء الله.
ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
وأما السادسة يا أخا اليهود فإنا وردنا مع رسول الله مدينة أصحابك خيبر على رجال اليهود وفرسانها من قريش وغيرها فلقونا بأمثال الجبال من الخيل والرجال والسلاح في أمنع دار وأكثر عدد، كل ينادي إلى البراز ويبادر في القتال، فلم يبرز لهم من أصحابنا أحد إلا وهم قتلوه حتى إذا احمرت الحدق ودعيت إلى البراز وأهمت كل رجل منهم نفسه (1) والتفت بعض أصحابي إلى بعض وكل يقول: - أوجلهم - يا أبا الحسن انهض فأنهضني رسول الله صلى الله عليه وآله إليهم فلم يبرز إلي منهم أحد إلا قتلته ولا ثبت لي فرس إلا طعنته، ثم شددت عليهم شد الليث على فريسته، حتى إذا أدخلتهم جوف مدينتهم، يكسع بعضهم بعضا (2) فرددت باب مدينتهم وهو مسدود عليهم، ثم التفت إلى أصحابه فقال: وهو ما قد رأيتم فاقتلعته بيدي ثم دخلت عليهم مدينتهم وحدي أقتل من ظهر فيها من رجالهم وأسبي من أجد من نسائهم حتى افتتحتها وحدي لم يكن لي معاون إلا الله وحده.
ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
وأما السابعة يا أخا اليهود فإن رسول الله صلى الله عليه وآله لما توجه بفتح مكة أحب أن يعذر إليهم ويدعوهم إلى الله عز وجل آخرا " كما دعاهم أولا "، فكتب إليهم كتابا " يحذرهم وينذرهم عذاب ربهم ويعدهم الصفح فيهم، ويمنيهم مغفرة ربهم، ونسخ لهم في آخره سورة براءة ليتلو عليهم، ثم عرض على جميع أصحابه المضي إليهم بالكتاب وكلهم يرى فيه التثاقل فلما رأى ذلك ندب منهم رجلا " ليوجهه به فأتاه جبرئيل فقال: يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا رجل منك، فأنبأني رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ووجهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكة فأتيت مكة وأهلها من قد عرفتم ليس منهم أحد إلا ولو قدر على أن يضع مني على كل