في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
قال: فحرك هارون الستر وأمر جعفر الناس بالخروج فخروج فخرجوا مرعوبين وخرج هارون إلى المجلس فقال: من هذا ابن الفاعلة فوالله لقد هممت بقتله وإحراقه بالنار. (1) قال: كتب المأمون إلى الرضا عليه السلام فقال: عظني، فكتب عليه السلام إليه:
إنك في دنيا لها مدة * يقبل فيها عمل العامل أما ترى الموت محيطا " بها * يسلب منها أمل الآمل تعجل الذنب بما تشتهي * وتأمل التوبة من قابل والموت يأتي أهله بغتة * ما ذاك فعل الحازم العاقل (2) * (حديث التزويج) * علي بن إبراهيم بن هشام يرفعه قال: لما أراد المأمون أن يزوج أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ابنته أم الفضل اجتمع إليه أهل بيته الأدنون فقالوا:
يا أمير المؤمنين ننشدك الله أن تخرج عنا أمرا " قد ملكناه وتنزع عنا عزا قد ألبسناه وقد علمت الأمر الذي بيننا وبين آل علي قديما " وحديثا "، فقال المأمون: اسكتوا فوالله ما قبلت من أحدكم في أمره، فقالوا: يا أمير المؤمنين أتزوج قرة عينك صبيا " لم يتفقه في دين الله ولا يعرف فريضة من سنة ولا يميز بين الحق والباطل ولأبي جعفر عليه السلام يومئذ عشر سنين أو إحدى عشرة سنة فلو صبرت عليه حتى يتأدب ويقرأ القرآن و يعرف فرضا " من سنة، فقال لهم المأمون: والله إنه لأفقه منكم وأعلم بالله وبرسوله و سننه وفرائضه وحلاله وحرامه منكم وأقرء لكتاب الله وأعلم بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وظاهره وباطنه وخاصه وعامه وتأويله وتنزيله منكم، فاسألوه فإن كان الأمر كما وصفتم قبلت منكم في أمره وإن كان الأمر كما قلت علمتم أن الرجل خير منكم، فخرجوا من عنده وبعثوا إلى يحيى بن أكثم (3) وكان قاضي القضاة فجعلوا حاجتهم إليه