قبل إنا نقسم بالسوية قال: فما بالكم ليس فيكم فظ ولا غليظ؟ قالوا: من قبل الذل والتواضع قال: فلم جعلكم أطول الناس اعمارا؟ قالوا من إنا نتعاطى الحق ونحكم بالعدل قال فما بالكم لا تقحطون؟ قالوا: من قبل إنا لا نغفل عن الاستغفار قال فما بالكم لا تجزعون؟ قالوا: من قبل إنا وطنا أنفسنا على البلاء فعزينا أنفسنا قال: فما بالكم لا تصيبكم الآفات قالوا من قبل إنا لا نتوكل على غير الله عز وجل ولا نستمطر بالأنواء والنجوم قال فحدثوني أيها القوم هكذا وجدتم يفعلون قالوا: وجدنا آبائنا يرحمون مسكينهم ويواسون فقيرهم ويعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويستغفرون لمسيئهم ويصلون أرحامهم ويؤدون أماناتهم ويصدقون ولا يكذبون فأصلح الله بذلك أمرهم فأقام عندهم ذو القرنين حتى قبض وكان له خمسمائة عام.
قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": أيها الناس اتقوا الله الذي ان قلتم سمع وان أضمرتم علم وبادروا الموت الذي ان هربتم أدرككم وان أقمتم أخذكم وان نسيتموه ذكركم.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): لعلي ان الله زينك بزينة لم يتزين الخلائق بزينة أحب إلى الله منها الزهد في الدنيا وجعل الدنيا لا تنال منك شيئا.
وقال صلى الله عليه وآله: جماع التقوى في قوله تعالى: ان الله يأمر بالعدل والاحسان.
وقال صلى الله عليه وآله: اتق الله فإنه جماع الخير.
وقيل: المتقون سادة، والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): ان أخوف ما أتخوف على أمتي الهوى وطول الامل.
فأما الهوى فيصد عن الحق واما طول الامل فينسى الآخرة.
وقال صلى الله عليه وآله: إذا رأيتم الرجل قد أعطى الزهد في الدنيا فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة.
وقال عليه السلام: المؤمن بيته قصب وطعامه كسر ورأسه شعث وثيابه خلق وقلبه خاشع ولا يعدل السلامة شيئا.
(وروى) ان أسامة بن زيد اشترى وليدة بمائة دينار إلى شهر فسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ألا تعجبون من أسامة المشترى إلى شهر؟ ان أسامة لطويل الامل والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفرتي لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي ولا رفعت