فصيرها لنفسك رأس مال * وصير بعدها التقوى البضاعة وقال آخر:
أيها المتعب جهلا نفسه * تطلب الدنيا حريصا جاهدا لا لك الدنيا ولا أنت لها * فاجعل الهمين هما واحدا مجلس في ذكر الدنيا قال الله تعالى في سورة يونس: (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والانعام حتى إذا اخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها انهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون):
وقال في سورة الكهف: (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا).
وقال تعالى في سورة الحديد: (اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفى الآخرة عذابا شديدا ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مالي والدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قام من القيلولة في ظل شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها.
وقال عليه السلام: ما الدنيا في الآخرة ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم ترجع.
قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": والدنيا دار مضى لها الفناء، ولأهلها منها الجلاء وهي حلوة خضرة قد عجلت للطالب والتبست بقلب الناظر فارتحلوا عنها بأحسن ما بحضرتكم من الزاد ولا تسألوا فيها فوق الكفاف، ولا تطلبوا منها أكثر من البلاغ.
وقال عليه السلام: لا وان الدنيا دار لا يسلم منها إلا فيها ولا ينجى بشئ كان لها