فقال يا علي ان فاطمة بضعة منى وهي نور عيني وثمرة فؤادي يسوءني ما سائها ويسرني ما سرها وانها أول من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي.
قال الشاعر:
ولما قضت فاطم الزهراء غسلها * عن أمرها بعلها الهادي وسبطاها وقام حتى أتى بطن البقيع بها * فصلى عليها علي ثم واراها ولم يصل عليها منهم أحد * حاشا لها من صلاة ثم واراها حتى إذا أصبح القوم الغداة اتوا * بعل البتول ولم يدروا بمثواها قالوا له يا أبا السبطين ما فعلت * بنت النبي فانا قد فقدناها أجابهم لحقت بالمصطفى فملؤوا * عليه غيظا وحقدا حين أخفاها مجلس في ذكر وفاة فاطمة عليها السلام قالت عائشة: أقبلت فاطمة تمشى كان مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال النبي مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت لها: حدثك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحديث فبكيت ثم حدثك بحديث فضحكت فما رأيت كاليوم أقرب فرحا من حزن من فرحك فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أنه إذا قبض سألتها فقالت: أسر إلي فقال: ان جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وانه عارضني به العام مرتين ولا أراني إلا وقد حضر أجلى وانك أول أهل بيتي لحوقا بي ونعم السلف انا لك فبكيت لذلك ثم قال: ألا ترضين ان تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو سيدة نساء المؤمنين؟ فضحكت لذلك.
وروى أن فاطمة عليها السلام لا زالت بعد النبي معصبة الرأس ناحلة الجسم منهدة الركن من المصيبة بموت النبي (صلى الله عليه وآله) وهي مهمومة مغمومة محزونة مكروبة كئيبة حزينة باكية العين محترقة القلب يغشى عليها كل ساعة بعد ساعة في كل ساعة وحين تذكره وتذكر الساعات التي كان يدخل عليها فيعظم حزنها وتنظر مرة إلى الحسن ومرة إلى الحسين وهما بين يديها عليها السلام فتقول أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة