سر من رأى، فلما وصل إليها تقدم المتوكل بان يحجب عنه في يومه فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك وأقام فيه يومه ثم تقدم المتوكل بافراد دار له فانتقل إليها قال: صالح بن سعيد دخلت على أبي الحسن " عليه السلام " يوم وروده فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا اطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال ها هنا أنت يا بن سعيد ثم أومأ بيده فإذا انا بروضات آنقات وانهار جاريات وجنان فيها خيرات عطرات وولدان كأنهم اللؤلؤ المكنون فحار بصرى وكثر عجبي فقال لي: حيث كنا فهذا لنا يا بن سعيد لسنا في خان الصعاليك، وأقام أبو الحسن " عليه السلام " مدة مقامه بسر من رأى مكرما له في ظاهر حاله يجتهد المتوكل بإيقاع حيلة به فلا يتمكن من ذلك وله معه أحاديث يطول بذكره الكتاب.
قيل لأبي عبد الله " عليه السلام ": ما لمن زار أحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال الرضا " عليه السلام ": ان لكل امام عهدا في عنق أوليائهم وشيعتهم، ومن تمام الوفاء والعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم من زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا لما رغبوا فيه كان أئمتهم شفاؤهم يوم القيامة.
قال أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام: قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين وكان مولده بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) يوم الثلاثاء النصف من ذي الحجة سنة اثنى عشرة ومئتين وتوفى بسر من رأى بثلاث ليال خلون نصف النهار سنة أربع وخمسين ومئتين وله يومئذ احدى وأربعون سنة وسبعة أشهر وأمه أم ولد يقال لها سمانة وكانت مدة إمامته ثلاث وثلاثين سنة وكانت مدة مقامه بسر من رأى إلى أن قبض " عليه السلام " عشرين سنة وأشهر.
أنشد:
أتقتل يا بن الشفيع المطاع * ويا بن المصابيح ويا بن الغرر ويا بن الشريعة ويا بن الكتاب * ويا بن الرواية وابن الأثر مناسب ليست بمجهولة * ببدو البلاد ولا بالحضر مهذبة من جميع الجهات * ومن كل شائبة أو كدر سلام على من أكمل العشر باسمه * سلام من الباري على حادي عشر