قال النبي (صلى الله عليه وآله): يقول الله عز وجل: ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماوات والأرض من دونه فان سألني لم اعطه، وان دعاني لم أجبه وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات والأرض رزقه فان سألني أعطيته وان دعاني أجبته، وان استغفرني غفرت له.
وقال صلى الله عليه وآله: من انقطع إلى الله كفاه الله مؤنته ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله إليها.
وقال صلى الله عليه وآله: من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ومن سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه مما في يديه، وقيل: حقيقة التوكل الثقة بالله.
وقيل: التوكل ان علمت أن عملك لا يعمله غيرك وأنت مشغول به وعلمت ان الموت يأتيك بغتة وأنت تبادره، وعلمت ان يغنيك الله في كل حال، وقيل هو الاعتصام بالله، وقيل هو التعلق بالله.
وقيل: لو أن رجلا توكل على الله بصدق النية لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم فكيف يحتاج هو ومولاه الغنى الحميد.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): ان الله بحكمته وجلاله جعل الروح والفرج في الرضا واليقين وجعل الغل والحزن في الشك والسخط، وقال أبو ذر رضي الله عنه قتلني هم يوم لم أدركه وقيل إذا كنت لا ترضى عن الله فكيف تسأله الرضا عنك.
وقال النابغة الذبياني في الجاهلية:
ولست بحابس لغد طعاما * حذار غد لكل غد طعام قال محمد بن حاتم:
للناس مال ولى ما لان مالهما * إذا تحارس أهل المال أفراس مالي الرضا بالذي أصبحت أملكه * ومالي اليأس مما يملك الناس وقال دعبل:
أسعى لأطلب رزقي وهو يطلبني * والرزق أكثر لي منى له طلبا