قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خلق الله عز وجل نطفتي بيضاء مكنونة. فنقلها من صلب إلى صلب حتى نقلت النطفة إلى صلب عبد المطلب، فجعل نصفين فصير نصفها في عبد الله ونصفها في أبى طالب فأنا من عبد الله وعلى من أبى طالب، وذلك قول الله عز وجل وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا، وكان ربك قديرا.
سلام على من قدس الأرض إذ نوى * بها منه جسم طيب طاهر الطهر سلام على الانجاب ما ذر شارق * إلى القبة البيضاء، سلام على القمر مجلس في ذكر وفاة سيدنا ومولانا صلى الله عليه وآله إعلم: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قبض بالمدينة مسموما يوم الاثنين: لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقيل كان وفاته في شهر ربيع الأول والأول هو المعتمد عليه وهذا شاذ، فلما قبض (صلى الله عليه وآله) اختلف أهل بيته ومن حضرهم من الصحابة في الموضع الذي يدفن فيه. فقال بعضهم يدفن بالبقيع. وقال آخرون في صحن المسجد.
فقال أمير المؤمنين " عليه السلام " إن الله عز وجل لم يقبض نبيه (صلى الله عليه وآله) إلا في أطهر البقاع فينبغي أن يدفن في البقعة التي قبض فيها. فاتفقت الجماعة على قوله " عليه السلام " ودفن (صلى الله عليه وآله) في حجرته.
(وروى) إن رجلين دخلا على علي بن الحسين عليهما السلام من قريش فقال:
ألا أحدثكما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالا: بلى حدثنا عن أبي القاسم (صلى الله عليه وآله) قال: سمعت أبي يقول: لما كان قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاثة أيام. هبط جبرئيل " عليه السلام " فقال: يا أحمد إن الله عز وجل أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك يقول: كيف تجدك يا محمد؟ قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله): أجدني مغموما وأجدني يا جبرئيل مكروبا، فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له: اشميعيل في الهواء على سبعين الف ملك. فسبقهم جبرئيل فقال: يا أحمد إن الله تعالى أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو به أعلم منك، فقال: كيف تجدك