مجلس في ذكر امامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري ومناقبه عليهما السلام والامام بعد أبي الحسن ابنه أبو محمد الحسن عليهما السلام لاجتماع خصال الفضل فيه وتقدمه على كافة عصره فيما يوجب له الإمامة ويقتضي له الرياسة من العلم والزهد وكمال العقل والعلم والعصمة، والشجاعة ولنص أبيه عليه والدلايل التي قد مضت.
قال علي بن مهزيار: قلت لأبي الحسن " عليه السلام ": إن كان كون وأعوذ بالله فإلى من؟
قال: عهدي إلى أكبر ولدى يعنى الحسن " عليه السلام " قال محمد بن يحيى: دخلت على أبي الحسن " عليه السلام " بعد مضى أبى جعفر ابنه فعزيته عنه وأبو محمد جالس فبكى أبو محمد فاقبل عليه أبو الحسن " عليه السلام " وقال: ان الله تبارك وتعالى، قد جعل فيك خلفا فاحمد الله قال عبد الله بن محمد الأصفهاني قال أبو الحسن " عليه السلام ": صاحبكم بعدي الذي يصلى علي. قال: ولم نكن نعرف أبا محمد قبل ذلك. قال: فخرج أبو محمد " عليه السلام " بعد وفاة أبيه فصلى عليه، قال محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر: ضاق بنا الامر فقال لي أبى امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعنى أبا محمد فإنه قد وصف عنه سماحته فقلت تعرفه؟ فقال: ما اعرفه ولا رأيته قط قال: فقصدناه، فقال أبى وهو في طريقه: ما أحوجنا ان يأمر لنا بخمس مئة درهم مئة درهم للكسوة ومئة درهم للرفيق، ومئة درهم للنفقة وقلت في نفسي ليته امر لي بثلاثمائة درهم: مئة اشترى بها حمارا ومئة للنفقة ومئة للكسوة فأخرج إلى الجبل قال فلما وافينا الباب خرج الينا غلامه فقال: يدخل علي بن إبراهيم ومحمد ابنه، فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي: يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت؟ قال: يا سيدي استحييت ان ألقاك على هذه الحال، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبى صرة وقال: هذه خمس مئة درهم مئتان للكسوة ومئتان لكذا ومئة للنفقة وأعطاني صرة، وقال: هذه ثلاثمائة درهم: اجعل مئة في ثمن الحمار، ومئة للكسوة ومئة للنفقة ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سور قال فصار إلى سور أو تزوج بامرأة منها فدخله اليوم ألفا دينار ومع هذا يقول بالوقف.