والمسلمون بحب آل نبيها * يرمون في الآفاق بالنيران مجلس في ذكر ما روى في نرجس أم القائم " عليه السلام " واسمها مليكة بنت يشوعا بن قيصر الملك قال بشر بن سليمان النخاس من ولد أبى أيوب الأنصاري أحد موالي أبى الحسن أبى محمد عليهما السلام قال: كان مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري " عليه السلام " فقهني في أمر الرقيق فكنت لا ابتاع ولا أبيع إلا باذنه فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتي فيه فأحسنت الفرق بين الحلال والحرام، فبينا انا ذات ليلة في منزلي بسر من رأى وقد مضى هوى منها إذ قرع الباب قارع فعدوت مسرعا فإذا بكافور الخادم رسول مولانا أبى الحسن علي بن محمد عليهما السلام يدعوني إليه فلبست ثيابي ودخلت عليه فرأيته يحدث ابنه أبا محمد " عليه السلام " وأخته حكيمة من وراء الستر، فلما جلست قال: يا بشر انك من ولد الأنصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت وانى مزكيك ومسرحك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة في الموالاة بها بسر أطلعك عليه وأنفذك في تتبع أمره، وكتب كتابا ملطفا بخط رومى ولغة رومية وطبع عليه خاتمه واخرج شستقة صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا، قال خذها وتوجه بها إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة كذا فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وبرزت الجواري منها فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بنى العباس وشراذم من فتيان العراق فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمرو بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن يبرز للمتابعين جارية صفتها كذا لابسة خزين صفيقين تمتنع من السفور ولمس المعرض والانقياد لمن يحاول لمسها أو شغل نظرها بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق فيضربها النخاس فتصرخ صرخة رومية فاعلم أنها تقول: وا هتك ستراه فيقول بعض المبتاعين علي بثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة فتقول بالعربية لو برزت في زي سليمان على مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة فأشفق على مالك فيقول لها النخاس: فما الحيلة ولا بد من بيعك؟ فتقول الجارية: وما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إلى أمانته
(٢٥٢)