مجلس في ذكر فضل المدينة وبيت المقدس والكوفة قال الله تعالى في سورة بني إسرائيل: (وان كادوا يستفزونك من الأرض ليخرجوك) إلى قوله (وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا).
قال ابن عباس: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قدم المدينة حسدته اليهود مقامه بالمدينة ونظام أمره بها فقالوا بأجمعهم: لقد كرهنا قرب هذا الرجل فلا نأمن منه ان يفسد علينا ديننا فاجتمعوا عنده يوما فقالوا يا محمد أنت نبي؟ قال: نعم قالوا من عند الله؟
قال نعم فقالوا: والله لقد علمت ما هذه بأرض الأنبياء وان ارض الأنبياء الشام كان بها إبراهيم والأنبياء بعده فان كنت نبيا مثلهم فأت الشام فان الله سيمنعك بها من الروم ان كنت نبيا وهي المقدسة وارض المحشر، وان الأنبياء لم يكونوا بهذا البلد قال فعسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رأس ثلاثة أميال من المدينة حتى يرتاد ويجتمع إليه أصحابه فنزل جبرئيل " عليه السلام " فقال: يا محمد ان الله يقول: وان كادوا - يعنى اليهود - ليستفزونك أي ليستخفونك من الأرض - يعنى ارض المدينة فيخرجوك منها إلى الشام وإذا يلبثون خلافك إلا قليلا - يعنى بعدك إلا يسيرا حتى يهلكوا سنة من قد أرسلنا قبلك يقول هكذا سنتي فيمن مضى أن أهلك من عصى الرسول ولا أهلكهم ونبيهم بينهم ومعهم بين أظهرهم حتى يخرج من عندهم فإذا خرج عذبوا فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة ولقن حتى قال: رب أدخلني - يعنى المدينة - مدخل صدق وأخرجني - يعنى إلى مكة - مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا فاستجاب الله دعاه وفتح على يديه بني إسرائيل مكة ونصره عليهم وذلك قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": مكة حرم الله والمدينة حرم رسول الله والكوفة حرمي لا يريدها جبار يجور فيها إلا قصمه الله.
قال أبو عبد الله " عليه السلام ": ان الدجال لم يبق منهل إلا وطئه إلا مكة والمدينة فان على كل نقب من أنقابها ملكا يحفظها من الطاعون والدجال.