وكان منهم من يلاقى بدنه بدن امرأة حراما فتكون التوبة منه إبانة ذلك العضو من نفسه وتوبتنا فيه الندم وترك العود إليه.
ومن يرتكب منهم الخطيئة في خفية وخلوة فيخرج، وخطيئته مصورة على باب داره ألا إن فلان ابن فلان ارتكب البارحة خطيئة كذا وكذا، وكان ينادى عليه من السماء بذلك فيفتضح وينهتك سره، ومن يرتكب منا الخطيئة ويخفيها عن الابصار فيطلع عليه ربه فيقول للملائكة: عبدي قد ستر ذنبه عن أبناء جنسه لقلة ثقته بهم والتجأ إلي لعلة تتبعه رحمتي أشهد انى قد غفرتها له لثقته برحمتي فإذا كان في يوم القيامة وأوقف للعرض والحساب يقول عبدي: انا الذي سترتها عليك في الدنيا، وانا الذي استره عليك اليوم.
ومما فضل الله به هذه الأمة ان قيض لهم الأكرمين من الملائكة، ويستغفرون لهم ويسترحمون بهم من الرحمة.
فقال تعالى: (الذين يحملون العرش، ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا).
ومنها انه جعلهم شهداء على الناس في الدنيا، وشهداء وشفعاء في الآخرة.
قال صلى الله عليه وآله: المؤمنون شهداء في الأرض فما رأوه حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا ليتني قد لقيت إخواني فقيل يا رسول الله أو لسنا إخوانك آمنا بك وهاجرنا معك، واتبعناك ونصرناك؟ قال: بلى ولكن إخواني الذين يأتون من بعدكم يؤمنون، ويحبوني كحبكم وينصروني كنصركم ويصدقوني كتصديقكم يا ليتني قد لقيت إخواني.
مجلس في ذكر الطهارة وثوابها قال الله تعالى في سورة المائدة: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم - إلى قوله: لعلكم تشكرون).