قال الشاعر:
القلب لولا العقل كان فريسة * لا يستشار كساير الأعضاء والعقل لولا الرشد والتوفيق من * ذي العرش كان كسائر الأهواء وقيل أيضا:
أشد عيوب المرء جهل عيوبه * ولا شئ بالأقوام أزرى من الجهل وما فات ذات خير من العقل سهمه * وإن كان محروما فقد فاز بالعقل وقال الشاعر:
صائن العقل مصان * ولقد ضاع مضيعه مشرق العقل مضئ * ساطع النور سطيعه حصن ذي العقل حصين * في ذرى العز منيعه فاز بالطوبى من العقل * إلى الله شفيعه بارك الله على العقل * ونجى من يطيعه باب الكلام في ماهية العلوم وفضلها وقال الله تعالى في سورة المجادلة (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات، والله بما تعملون خبير) العلم ما اقتضى سكون النفس إلى ما تناوله ولا يكون لذلك إلا وهو اعتقاد الشئ على ما هو به، مع سكون النفس. وهو على ضربين: ضروري، ومكتسب، فالضروري هو من فعل غيرنا فينا على وجه لا يمكننا دفعه عن أنفسنا، والمكتسب هو ما كان من فعلنا لوجوب وقوعه بحسب دواعينا وأحوالنا ففارق بذلك العلم الضروري الذي يحصل من فعل الله فينا، هذا ما حده المتكلمون.
وروى عن الصادق " عليه السلام "، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: والذي نفسي بيده ما جمع شئ إلى شئ أفضل من حلم إلى علم.
وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلوات الله عليهما: مجالسة أهل الدين، شرف الدنيا والآخرة.