الف بيت في كل بيت سبعون الف حية طول كل حية مسيرة ثلاثة أيام أنيابها كالنخل الطوال تأتي ابن آدم فتأخذ بأشفار عينيه وشفتيه فيكشف كل لحم على عظمه وهو ينظر فيهرب منها فيقع في نهر من أنهار جهنم يذهب به سبعين خريفا.
قال الشاعر:
إلهي كان في القيامة واقف * وقد فاض دمعي حين أقرأ كتابيا يقول لي الجبار اقرأ فإنني * أثيبك يا عبدي بما كنت ساعيا فيا سوأتي من موقفي وصحيفتي * تخبره تحصى على الدواهيا تعرفني ذنبا قديما عملته * وقد كنت عنها ساهي القلب لاهيا وقد وضع الميزان للفصل والقضا * كفى لعباد الله بالله قاضيا فهذا بوجه مسفر اللون ضاحك * وآخر مصروفا إلى النار باكيا * * * * انقطع كلامنا إذا انتهينا إلى هذا الموضع، وقد شرطنا في أول الكتاب ونبهنا على أن اخبارنا كثيرة، وآثار جمة يقتضى ظاهرها مذهب الحشو وخلاف الحق ينبغي ان يتأملها الناظر ويتفكر فيها ويحملها على وجه يكون موافقة للأصول ودلائل العقول فأنى لم اذكر شيئا في هذا الكتاب من الخبر، والأثر الذي يقتضى ظاهره مذهب الحسو حتى كنت عالما لمعناه قبل ايراده لكن لم اذكر معناه لئلا يطول به الكتاب فينبغي لا يعتقد أحد انى كنت حشويا ومخلطا فأنى رجل محقق والحمد لله رب العالمين