بذلك على غيره، فتقدم أبو الحسن " عليه السلام " فقال: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبة فتغير الرشيد وتبين الغيظ فيه.
وسأل محمد بن الحسن أبا الحسن بمحضر الرشيد، وهم بمكة فقال يجوز للمحرم ان يظلل محمله فقال له موسى: لا يجوز له ذلك مع الاختيار، فقال محمد بن الحسن أفيجوز له ان يمشي تحت الظلال؟ فقال له نعم فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك فقال له أبو الحسن " " عليه السلام ": أتعجب من سنة النبي (صلى الله عليه وآله) وتستهزئ به ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كشف ظلاله في احرامه ومشى تحت الظلال، وهو محرم ان احكام الله لا تقاس، فمن قاس بعضها على بعض فقد ظل عن سواء السبيل فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا.
وكان عليه السلام أفقه أهل زمانه، وأحفظهم لكتاب الله عز وجل، وأحسنهم صوتا بالقرآن.
وكان إذا قرأ تحزن وبكى وبكى السامعون لتلاوته، وكان الناس بالمدينة يسمونه زين المجتهدين.
(فصل: في ذكر وفاته عليه السلام) عن أحمد بن عبد الله عن أبيه قال: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على السطح فقال لي: ادن فدنوت حتى حاذيته، فقال لي أشرف إلى بيت في الدار فأشرفت فقال: ما ترى في البيت؟ قلت ثوبا مطروحا فقال لي: انظر حسنا فتأملت ونظرت فتيقنت فقلت: رجل ساجد، فقال لي: تعرفه قلت: لا قال: هذا مولاك قلت ومن مولاي؟ فقال تتجاهل على؟ فقلت: ما أتجاهل ولكني لا اعرف لي مولى فقال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، قال لي أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرتك بها انه يصلى الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس، وقد وكل من يترصد الزوال فلست أدرى متى يقول الغلام: فقد زالت الشمس إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يحدث وضوءا فاعلم أنه لم ينم في سجوده ولا أغفى فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس فإذا غابت الشمس وثب من سجدته يصلى المغرب من غير أن يجدد وضوءا ولا يزال في