فدخلت عليها وقلت لها ذلك فخرجت، ونظرت إلى النخل فقالت: والله لا أبيعكه إلا بأربع مئة نخلة كلها صفراء فهبط جبرئيل " عليه السلام " فمسح جناحه على النخل فصار كله صفراء قال: ثم قال لي: قل لها: إن محمدا يقول لك: خذي شيئك وادفعي الينا شيئنا فقلت لها فقالت: والله نخلة من هذه أحب إلى من محمد ومنك، فقلت لها: والله ليوم مع محمد أحب إلي منك ومن كل شئ أنت فيه فأعتقني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسماني سلمانا.
قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله كان اسم سلمان روزبه بن خشنوذان، وكان وصى وصى عيسى " عليه السلام " في أداء ما حمل إلى من انتهت إليه الوصية من المعصومين، وهو أبى عليه السلام وقد ذكر قوم ان أبى هو أبو طالب إنما اشتبه الامر به لان أمير المؤمنين " عليه السلام " سأل عن آخر أوصياء عيسى " عليه السلام " فقال أبى فصحفه الناس وقالوا: أبى فيقال له: بردة أيضا ولله الحمد والمنة.
مجلس في ذكر سبب اسلام أبي ذر رحمه الله قال الصادق " عليه السلام ": لرجل من أصحابه: ألا أخبرك كيف كان سبب إسلام أبي ذر وسلمان؟ فقال الرجل: وا حظاه أما إسلام سلمان فقد علمته فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر؟ فقال الصادق " عليه السلام ": ان أبا ذر كان في بطن وادى يرعى غنما له إذ جاء ذئب عن يمين غنمه فهش أبو ذر بعصاه عليه فجاء الذئب عن يسار غنمه فهش أبو ذر بعصاه عليه ثم قال: والله ما رأيت ذئبا أخبث منك ولا أشر، فقال الذئب: أشر والله منى أهل مكة بعث الله إليهم نبيا فكذبوه وشتموه فوقع كلام الذئب في اذن أبي ذر فقال لأخته هلمي مزودي وإداوتي وعصائي ثم خرج يركض حتى دخل مكة فإذا هو بحلقة مجتمعين فجلس إليهم فإذا هم يشتمون النبي (صلى الله عليه وآله) ويسبونه كما قال الذئب، فقال أبو ذر هذا والله ما أخبرني به الذئب فما زالت هذه حالهم حتى إذا كان آخر النهار واقبل أبو طالب قال بعضهم لبعض: كفوا فقد جاء عمه، فلما دنا منهم أكرموه وعظموه فلم يزل أبو طالب متكلمهم وخطيبهم إلى أن تفرقوا، فلما قام أبو طالب تبعته فالتفت إلي فقال: ما حاجتك؟ فقلت اطلب هذا النبي المبعوث فيكم؟ قال: وما حاجتك إليه؟ فقال له