بالتكبير؟ قيل للعلة التي ذكرناها في الاذان.
فان قال: فلم جعل الدعاء في الركعة الأولى قبل القراءة ولم جعل في الركعة الثانية القنوت بعد القراءة؟ قيل لأنه أحب ان يفتح قيامه لربه وعباداته بالتحميد والتقديس والرغبة والرهبة ويختمه بمثل ذلك وليكون في القيام عند القنوت بعض الطول فأحرى ان يدرك المدرك الركوع فلا يفوته الركعتان في الجماعة.
فان قال: فلم أمروا بالقراءة في الصلاة؟ قيل لان لا يكون القرآن مهجورا مضيعا بل يكون محفوظا مدروسا فلا يضمحل ولا يجهل.
فان قال: فلم بدء بالحمد في كل قراءة دون ساير السور؟ قيل لأنه ليس شئ من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة (الحمد) وذلك قوله عز وجل (الحمد لله) إنما هو أداء لما أوجب على خلقه من الشكر لما وفق عبده للخير (رب العالمين) تمجيدا له وتحميدا وإقرارا بأنه هو الخالق المالك لا غير (الرحمن الرحيم) استعطاف وذكر لربه ونعمائه على جميع خلقه (مالك يوم الدين) اقرار له بالبعث والحساب والمجازاة وايجاب له ملك الآخرة كما أوجب له ملك الدنيا (إياك نعبد) رغبة وتقربا إلى الله واخلاصا بالعمل له دون غيره (وإياك نستعين) استزاده من توفيقه وعبادته واستدامة لما أنعم عليه ونصره (اهدنا الصراط المستقيم) استرشاد لأدبه ومعتصما بحبله واستزاده في المعرفة بربه وبعظمته وكبريائه (صراط الذين أنعمت عليهم) توكيدا في السؤال والرغبة وذكر لما قد تقدم من نعمه على أوليائه ورغبة في مثل تلك النعم (غير المغضوب عليهم) استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين المستخفين به وبامره ونهيه (ولا الضالين) اعتصاما من أن يكون من الذين ضلوا عن سبيله من غير معرفة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فقد اجتمع فيه من جوامع الخير والحكمة في أمر الآخرة والدنيا مالا يجمعه شئ من الأشياء.
فان قال: فلم جعل التسبيح والركوع والسجود؟ قيل لعلل.