الحسن رجليه على صدر النبي صلى الله عليه وآله حتى يرى بريق خلخاليه من أقصى المسجد والنبي صلى الله عليه وآله يخطب ولا يزال على رقبته حتى يفرغ النبي صلى الله عليه وآله من خطبته والحسن على رقبته فلما رأى الصبي على منبر أبيه غيره شق عليه ذلك والله ما أمرته بذلك ولا فعله عن أمري، وأما فاطمة فهي المرأة التي استأذنت لكما عليها فقد رأيتما ما كان من كلامها لكما والله لقد أوصتني ان لا تحضرا جنازتها ولا الصلاة عليها وما كنت الذي أخالف أمرها ووصيتها إلي فيكما، وقال عمر دع عنك هذه الهمهمة أنا امضى إلى المقابر فانبشها حتى اصلى عليها: فقال له علي " ع " والله لو ذهبت تروم من ذلك شيئا وعلمت انك لا تصل إلى ذلك حتى يندر عنك الذي فيه عيناك فانى كنت لا أعاملك إلا بالسيف قبل ان تصل إلى شئ من ذلك، فوقع بين علي وعمر كلام حتى تلاحيا واستبا، واجتمع المهاجرون والأنصار فقالوا والله ما نرضى بهذا ان يقال في ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأخيه ووصيه وكادت ان تقع فتنة فتفرقا.
(150 - (العلة التي من أجلها رد النبي صلى الله عليه وآله من كان دفع) (إليه سورة (براءة) وبعث عليا (عليه السلام) مكانه) 1 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود قال: حدثنا كثير أبو إسماعيل، عن جميع بن عمير قال: صليت في المسجد الجامع فرأيت ابن عمر جالسا فجلست إليه فقلت حدثني عن علي فقال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة فلما أتى ذا الحليفة اتبعه عليا " ع " فأخذها منه قال أبو بكر: يا علي مالي انزل في شئ قال؟ لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي، قال فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله انزل في شئ؟ قال: لا، ولكن لا يؤدي عنى إلا انا أو رجل من أهل بيتي قال كثير: قلت لجميع، أتشهد على ابن عمر بهذا؟ قال: نعم - ثلاثا.