وإنما أراد بذلك صلى الله عليه وآله رفعهم وتشريفهم فالنبي صلى الله عليه وآله إمام ونبي وعلي " ع " إمام ليس بنبي ولا رسول فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة. قال محمد بن حرب الهلالي:
فقلت له زدني يا بن رسول الله فقال إنك لأهل للزيادة ان رسول الله صلى الله عليه وآله حمل عليا عليه السلام على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده وإمام الأئمة من صلبه كما حول ردائه في صلاة الاستسقاء وأراد ان يعلم أصحابه بذلك انه قد تحول الجدب خصبا، قال:
قلت له زدني يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: احتمل رسول الله صلى الله عليه وآله عليا " ع " يريد بذلك ان يعلم قومه انه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله ما عليه من الدين والعدات والأداء عنه من بعده، قال: فقلت له يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله زدني فقال: احتمله ليعلم بذلك انه قد احتمله وما حمل إلا لأنه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصوابا وقد قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي يا علي ان الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي وذلك قوله تعالى (ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) ولما أنزل الله عز وجل إذا اهتديتم وعلي نفسي وأخي أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى ثم تلا هذه الآية: (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين).
قال محمد بن حرب الهلالي: ثم قال جعفر بن محمد " ع " أيها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبي صلى الله عليه وآله عليا عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت ان جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت الله أعلم حيث يجعل رسالته.
(باب 140 - العلة التي من أجلها قال رسول الله صلى الله عليه وآله) (من بشرني بخروج آذار فله الجنة) 1 - حدثنا محمد بن أحمد السناني وأحمد بن الحسن القطان والحسين بن