(باب 107 - العلة التي من أجلها قال الله عز وجل لنبيه صلى الله) (عليه وآله فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين) (يقرؤن الكتاب من قبلك) 1 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال: حدثنا علي بن عبد الله عن بكر بن صالح عن أبي الخير، عن محمد بن حسان، عن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل الدارمي عن محمد بن سعيد الأذخري، وكان ممن يصحب موسى بن محمد بن علي الرضا ان موسى أخبره ان يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل فيها وأخبرني عن قول الله عز وجل (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) من المخاطب بالآية فإن كان المخاطب به النبي أليس قد شك فيما انزل الله عز وجل إليه فإن كان المخاطب به غيره فعلى غيره إذا انزل الكتاب قال موسى فسألت أخي علي بن محمد " ع " عن ذلك قال اما قوله فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك فإن المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن في شك مما انزل الله عز وجل ولكن قالت الجهلة كيف لا يبعث إلينا نبيا من الملائكة انه لم يفرق بينه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الأسواق فأوحى الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وآله فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك بمحضر من الجهلة هل يبعث الله رسولا قبلك إلا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة وإنما قال وان كنت في شك ولم يقل ولكن ليتبعهم كما قال له صلى الله عليه وآله فقل: تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين، ولو قال تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة وقد عرف ان نبيه صلى الله عليه وآله مؤدي عنه رسالته وما هو من الكاذبين وكذلك عرف النبي صلى الله عليه وآله انه صادق فيما يقول ولكن أحب ان ينصف من نفسه.
(١٢٩)