نفس في صلاته، كما قال أبو جعفر وأبو عبد الله " ع ": من كبر أول صلاته سبع تكبيرات أجزئه وتجزى تكبيرة واحدة ثم إن لم يكبر في شئ من صلاته اجزائه عند ذلك، وإنما عنى بذلك إذا تركها ساهيا أو ناسيا.
(قال مصنف هذا الكتاب) غلط الفضل ان تكبيرة الافتتاح فريضة وإنما هي سنة واجبة، رجعنا إلى كلام الفضل.
فان قال: فلم جعل ركعة وسجدتين؟ قيل لان الركوع من فعل القيام والسجود من فعل القعود وصلاة القاعد على النصف من صلاة القايم فضوعف السجود ليستوي بالركوع فلا يكون بينهما تفاوت لان الصلاة إنما هي ركوع وسجود.
فان قال قائل: فلم جعل التشهد بعد الركعتين؟ لأنه كما قدم قبل الركوع والسجود من الآذن والدعاء والقراءة فكذلك أيضا اخر بعدها التشهد والتحميد والدعاء.
فان قال: فلم جعل التسليم تحليل الصلاة ولم يجعل بدلها تكبيرا أو تسبيحا أو ضربا آخر؟ قيل لأنه لما كان في الدخول في الصلاة تحريم الكلام للمخلوقين والتوجه إلى الخالق كان تحليلها كلام المخلوقين والانتقال عنها وإنما بدء المخلوقين في الكلام أولا بالتسليم.
فان قال: فلم جعل القراءة في الركعتين الأوليين والتسبيح في الآخريين؟
قيل للفرق بين ما فرضه الله تعالى من عنده وما فرضه من عند رسوله.
فان قال: فلم جعلت الجماعة؟ قيل لان لا يكون الاخلاص والتوحيد والاسلام والعبادة لله لا ظاهرا مكشوفا مشهودا لان في اظهاره حجة على أهل الشرق والغرب لله عز وجل وحده وليكون المنافق والمستخف مؤديا لما أقربه بظاهر الاسلام والمراقبة، ولان تكون شهادات الناس بالاسلام من بعضهم لبعض جائزة ممكنة مع ما فيه من المساعدة على البر والتقوى والزجر عن كثير من معاصي الله عز وجل.