إلا من عند غيرك، فهل عرفت كلمة أولها كفر وآخرها إيمان؟ قال: لا، قال فهل عرفت ما الملوحة في العينين والمرارة في الاذنين والبرودة في المنخرين والعذوبة في الشفتين؟ قال: لا، قال ابن أبي ليلى: فقلت جعلت فداك فسر لنا جميع ما وصفت قال: حدثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى خلق عيني ابن آدم من شحمتين فجعل فيهما الملوحة، ولولا ذلك لذابتا، فالملوحة تلفظ ما يقع في العين من القذى وجعل المرارة في الاذنين حجابا من الدماغ، فليس من دابة تقع فيه إلا التمست الخروج، ولولا ذلك لوصلت إلى الدماغ وجعلت العذوبة في الشفتين منا من الله عز وجل على ابن آدم فيجد بذلك عذوبة الريق وطعم الطعام والشراب وجعل البرودة في المنخرين لئلا تدع في الرأس شيئا إلا أخرجته، قلت فما الكلمة التي أولها كفر وآخرها إيمان؟ قال: قول الرجل، لا إله إلا الله فأولها كفر وآخرها إيمان، ثم قال: يا نعمان، إياك والقياس، فقد حدثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من قاس شيئا بشئ قرنه الله عز وجل مع إبليس في النار، فإنه أول من قاس على ربه، فدع الرأي والقياس فإن الدين لم يوضع بالقياس ولا بالرأي.
(باب 82 العلة التي من أجلها صار الناس يعقلون ولا يعلمون) 1 - حدثنا أبي رضى عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن أبي محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون عن معمر بن يحيى، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما بال الناس يعقلون ولا يعلمون قال: إن الله تبارك وتعالى حين خلق آدم جعل أجله بين عينيه وأمله خلف ظهره، فلما أصاب الخطيئة حصل أمله بين عينيه وأجله خلف ظهره فمن ثم يعقلون ولا يعلمون.
(باب 83 العلة التي من أجلها أوسع الله عز وجل في أرزاق الحمقى) 1 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد