قال سألت أبا عبد الله " ع " عن قول الله عز وجل: وفرعون ذي الأوتاد لأي شئ سمي ذا الأوتاد؟ قال: لأنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه ومد يديه ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض، وربما بسطه على خشب منبسط فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت، فسماه الله عز وجل: (فرعون ذا الأوتاد) لذلك.
(باب 61 - العلة التي من أجلها تمنى موسى " ع " الموت) (والعلة التي من أجلها لا يعرف قبره) 1 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله " ع " قال: إن ملك الموت أتى موسى بن عمران " ع " فسلم عليه، فقال: من أنت؟ فقال: أنا ملك الموت، فقال ما حاجتك؟ فقال له: جئت أقبض روحك، فقال له موسى: من أين تقبض روحي؟ قال من فمك فقال له موسى: كيف وقد كلمت ربي عز وجل، فقال من يديك، فقال له موسى: كيف وقد حملت بهما التوراة، فقال: من رجليك، فقال: وكيف وقد وطئت بهما طور سيناء؟ قال: وعد أشياء غير هذا، قال: فقال له ملك الموت فإني أمرت ان أتركك حتى تكون أنت الذي تريد ذلك، فمكث موسى " ع " ما شاء الله ثم مر برجل وهو يحفر قبرا فقال له موسى: ألا أعينك على حفر هذا القبر فقال له الرجل: بلى، قال فأعانه حتى حفر القبر ولحد اللحد فأراد الرجل ان يضطجع في اللحد لينظر كيف هو؟ فقال له موسى: أنا أضطجع فيه، فاضطجع موسى فرأى مكانه من الجنة، أو قال: منزله من الجنة، فقال: يا رب اقبضني إليك فقبض ملك الموت روحه ودفنه في القبر وسوى عليه التراب. قال:
وكان الذي يحفر القبر ملك الموت في صورة آدمي، فلذلك لا يعرف قبر موسى عليه السلام.