يا أسلع فارحل (1)، قال ثم علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التيمم، فضرب بكفيه الأرض ثم نقضهما ثم مسح بهما وجهه حتى أمر على لحيته ثم أعادها إلى الأرض فمسح كفيه الأرض فدلك إحداهما بالأخرى ثم نفضهما ثم مسح ذراعيه ظاهرهما، وباطنهما.) وبحديث عن أبي ذر (2) قال: (وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه على الأرض ثم نفضهما، ثم مسح وجهه ويديه إلى المرفقين.) ليس في هذا الخبر الا ضربة واحدة، وبحديث عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم: (ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين) وبحديث عن الواقدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين) * وقالوا: قد صح عن عمر بن الخطاب وعن جابر بن عبد الله وعن ابن عمر، من فتياهم وفعلهم أن التيمم ضربتان، ضربة للوجه وضربة للذراعين واليدين، قالوا:
والتيمم بدل من الوضوء، فلما كان يجدد الماء للوجه وماء آخر للذراعين وجب كذلك في التيمم، ولما كان الوضوء إلى المرفقين وجب أن يكون التيمم الذي هو بدله كذلك * هذا كل ما شغبوا به، وكله لا حجة لهم فيه * أما الاخبار فكلها ساقطة، لا يجوز الاحتجاج بشئ منها * أما حديث أبي أمامة فإننا رويناه من طريق ابن وهب عن محمد بن عمرو اليافعي عن رجل حدثه عن جعفر بن الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن (3) عن أبي أمامة، ففيه علتان: إحداهما القاسم وهو ضعيف، والثانية أن محمد بن عمرو لم يسم من أخبره به عن جعفر بن الزبير وقد دلسه بعض الناس فقال: عن محمد بن عمرو عن جعفر،