وأخص من جهة المتعلق. والنسبة بين باقي الأقسام تطهر للمتأمل (التي لا تحصى) قال تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) (النحل: 18). ومن ثم قال عليه السلام " سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " (وإياه أستعين) أي أطلب المعونة منه دون غيره لأنه القدير وغيره العاجز (وأستغفره) أي أطلب منه المغفرة أي الستر عما فرط (وأتوب) أي أرجع (إليه إن الله يحب التوابين) الرجاعين إليه مما فرط منهم من الذنوب (وأشهد) أي أعلم (أن لا إله) أي معبود بحق في الوجود (إلا الله وحده) أي منفردا في ذاته (لا شريك له) في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله (وبذلك أمرت) قال الله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) (محمد: 19). (وأنا من المسلمين) الخاضعين المنقادين لألوهية الله تعالى القابلين لامره ونهيه. ويأتي الكلام على الاسلام والايمان في باب الردة (وأشهد أن محمدا) سمى به لكثرة خصاله المحمودة، وهو علم منقول من التحميد مشتق كأحمد من اسمه تعالى الحميد، وأسماءه عليه السلام كثيرة أفرد لها الحافظ أبو القاسم ابن عساكر كتابا في تاريخه بعضها في الصحيحين وبعضها في غيرهما، منها أحمد ومحمد والحاشر والعاقب والمقفى وخاتم الأنبياء ونبي الرحمة ونبي الملحمة ونبي التوبة والفاتح، وقال بعض الصوفية لله عز وجل ألف اسم، وللنبي (ص) ألف اسم. قال أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي: أما أسماء الله تعالى فهذا حقير فيها، وأما أسماء النبي (ص) فلم أحصها إلا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء البينة، فوعيت منها أربعة وستين اسما، ثم ذكرها مفصلة مشروحة فاستوعب وأجاد (عبده) قال أبو علي الدقاق: ليس شئ أشرف ولا اسم أتم للمؤمن في أشرف مقاماته. حين دعا الخلق إلى توحيده وعبادته، قال تعالى: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه) (الجن: 19) وحين أنزل عليه القران، قال تعالى (وإن كنتم في في ريب ما نزلنا على عبدنا) (البقرة: 23). (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) (الكهف: 1). وحين أسرى به إليه، قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) (الاسراء: 1). قال بعضهم:
فلا تدعني: إلا بيا عبدها * فإنه أشرف أسمائي وله أحد عشر جمعا أشار إليها ابن مالك في هذين البيتين: